انا
من الجيل الذي تخرج في نهايات التسعينيات في عهد حكومة عاطف عبيد التي
كانت تقوم باطلاق الرصاصة الاخيرة علي القطاع العام و الحكومي عن طريق
اكبر عملية بيع للشركات الحكومية و تطبيق المعاش المبكر و جعل التعيينات
الحكومية في اضيق الحدود , لذلك لم تكن طموحات اغلب ابناء جيلي ذات صلة
بالعمل الحكومي , اضافة لذلك كانت النماذج الناجحة في عائلتنا مرتبطة
بالعمل في الخليج او في الولايات المتحدة الامريكية او القطاع الخاص في
مصر , و لكن ذلك لم يمنعني من القيام بتجربة العمل في الإجازة الصيفية
اثناء دراستي الجامعية في احدي شركات القطاع العام , و كانت التجربة صادمة
بطبيعة الحال بالنسبة لي , حيث كانت البداية مع تجاهل الموظف المفترض أن
يقوم بتوجيهي للتدرب في الشركة لي و ذلك لأنه كان علي خلاف مع صديق خالي
الذي يعمل في هذه الشركة و الذي عرض علي خالي أن اتدرب معهم , أضف الي ذلك
أن تري موظفا يتحرش لفظيا بسكرتيرة علي مرأي و مسمع من باقي الموظفين بشكل
مستمر و دون تدخل او تعليق من أحد , و عندما ذهبت للقسم المفترض أن اقوم
بالتدرب فيه اكتشفت مدي عقم و روتينية العمل الحكومي ولامبالاة الموظفين ,
ربما كان هذا متوقعا الي حد ما لكن ما لم اكن اتصوره كان المشهد الذي رأيته
في أول ايام تدربي , عندما قامت مشادة بين اثنين من الموظفين بسبب الغلاية
الكهربائية المستخدمة لعمل المشروبات الساخنة ..حيث اعترض احد الموظفين
علي وضع الغلاية بالقرب منه قائلا
- انا مش قلت البراد ده ميتحطش هنا
ليجيبه الموظف الذي يريد استخدام الغلاية
- امال هنعمل شاي ازاي
ثم
شاهدت مشهدا لا انساه حتي الان عندما امسك الموظف المتضرر من الغلاية بها و
قام بالقائها في وسط المكتب علي الارض و هي مملوءة بالماء الساخن ..
لترتسم علي وجهي علامات الذهول و ادراكي أن مكاني لا يمكن أن يكون هنا
لم
استمر في هذه الشركة سوي ثمانية أيام .. حصلت فيهم علي 16 جنيها مصريا
(جنيهان لكل يوم) .. مغادرا الشركة و أنا علي يقين بأن مستقبلي الوظيفي لن
يكون في شركة او مصلحة حكومية مهما كانت الأحوال ..و لكن القدر كان له
رأي أخر
مغادرا الشركة و أنا علي يقين بأن مستقبل
الوظيفي لن يكون في شركة او مصلحة حكومية
مهما كانت الأحوال ..و لكن القدر كان له رأي
أخر، فقد شاءت الظروف ان اداوم علي العمل في
مكتب حكومي يوميا لمدة تجاوزت الخمس سنوات
حتي الان، وهنا دارت جميع الاحداث المنشورة
في هذه المدونة وهنا يجب التنويه علي ان جميع
شخصيات والاحداث حقيقية ١٠٠٪ ولم اقم بالتعديل
او التدخل مطلقا في جميع
التفاصيل
مغادرا الشركة و أنا علي يقين بأن مستقبل
الوظيفي لن يكون في شركة او مصلحة حكومية
مهما كانت الأحوال ..و لكن القدر كان له رأي
أخر، فقد شاءت الظروف ان اداوم علي العمل في
مكتب حكومي يوميا لمدة تجاوزت الخمس سنوات
حتي الان، وهنا دارت جميع الاحداث المنشورة
في هذه المدونة وهنا يجب التنويه علي ان جميع
شخصيات والاحداث حقيقية ١٠٠٪ ولم اقم بالتعديل
او التدخل مطلقا في جميع
التفاصيل